الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خلع المؤيد وموته

في رجب خلع المعتز أخاه المؤيد من ولاية العهد بعده ، وكان سببه أن العلاء بن أحمد ، عامل أرمينية ، بعث إلى المؤيد بخمسة آلاف دينار ليصلح بها أمره ، فبعث [ ص: 237 ] عيسى بن فرخانشاه إليها ، فأخذها ، فأغرى المؤيد الأتراك بعيسى ، وخافهم المغاربة ، فبعث المعتز إلى المؤيد وأبي أحمد ، فأخذهما وحبسهما ، وقيد العطاء للأتراك والمغاربة .

وقيل : إنه ضربه أربعين مقرعة ، وخلعه بسامرا ، وأخذ خطه بخلع نفسه ، وكانت وفاته أيضا في رجب لثمان بقين من الشهر .

وكان سبب موته أن امرأة من نساء الأتراك أعلمت محمد بن راشد أن الأتراك يريدون إخراج المؤيد من الحبس ، فأنهى ذلك إلى المعتز ، فذكر موسى بن بغا عنه فقال : ما أرادوه ، إنما أرادوا أن يخرجوا أبا أحمد بن المتوكل لأنسهم به وكان في الحرب التي كانت ، فلما كان من الغد دعا بالقضاة والفقهاء والوجوه ، فأخرج المؤيد إليهم ميتا لا أثر به ، ولا جرح ، وحمل إلى أمه ، ومعه كفنه ، وأمرت بدفنه .

فقيل : إنه أدرج في لحاف سمور ومسك طرفاه حتى مات .

وقيل : إنه أقعد في الثلج ، وجعل على رأسه منه كثير ، فجمد بردا .

ولما مات المؤيد نقل أخوه أبو أحمد إلى محبسه ، وكانا لأب وأم .

التالي السابق


الخدمات العلمية