الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الرابع عشر: أن هذا الذي ذكره لا ريب أنه من [ ص: 203 ] باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه، حيث قال: قوله: «فيدنيه منه» أي: من رحمته وأمانه وتعطفه، ومن المعلوم بالاضطرار من لغة العرب أن هذا لا يجوز عندهم إلا إذا كان قد اقترن بالكلام ما يبين المضاف إذ لا يقولون: جاء زيد، يعنون ابنه أو غلامه أو رسوله، إلا بقرينة.

ومن المعلوم أن الحديث نص في أن الله تعالى هو الذي يدنيه من نفسه، فضلا عن أن يقال: إن هناك قرينة تبين أنه إنما أدناه من بعض الأمور المضافة إلى الله تعالى، ولهذا لا يسمع أحد هذا الكلام فيفهم أن الله تعالى يدنيه من شيء آخر، ولا يخطر هذا ببال المستمع، فكيف يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد هذا.

التالي السابق


الخدمات العلمية