الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن نادى امرأته ) هندا ( فأجابته امرأة له أخرى ) فقال : أنت طالق يظنها المناداة طلقت المناداة فقط ( أو ) نادى امرأته هندا وعنده امرأة له أخرى ( لم تجبه وهي الحاضرة ، فقال أنت طالق يظنها المناداة طلقت المناداة فقط ) لأنه قصدها بخطابه ، وليست الأخرى مناداة ولا مقصودة بالطلاق فلم تطلق ، كما لو أراد أن يقول طاهر فسبق لسانه فقال أنت طالق ( فإن قال علمت أنها ) أي المجيبة أو الحاضرة التي لم تجب ( غيرها ) أي غير المناداة ( وأردت طلاق المناداة طلقتا معا ) أما المناداة فلأنها المقصودة بالطلاق وأما المجيبة أو الحاضرة فلأنه واجهها بالطلاق مع علمه أنها غير المناداة ( فإن قال أردت طلاق الثانية طلقت وحدها ) لأنه خاطبها بالطلاق ونواها به ، ولا يطلق غيرها لأن لفظه غير موجه إليها ولا هي منوية ( وإن لقي أجنبية فظنها امرأته فقال فلانة أنت طالق ، فإذا هي أجنبية طلقت امرأته نصا ) لأنه قصد زوجته بصريح الطلاق ( وكذا لو لم يسمها بل قال ) لأجنبية ظنها زوجته ( أنت طالق ) طلقت امرأته لما مر ( وإن علمها أجنبية ) فقال أنت طالق ( وأراد بالطلاق زوجته طلقت ) زوجته لأنه قصدها بالطلاق ( وإن لم يردها ) أي يرد زوجته ( بالطلاق ) وقد خاطب به أجنبية عالما أنها أجنبية ( لم تطلق ) زوجته لأنه لم يقصدها بالطلاق ولم يخاطبها به .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية