الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15148 وعن الليث - يعني ابن سعد - قال : أبى الحسين بن علي أن يستأسر ، فقاتلوه فقتلوه ، وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له : الطف ، وانطلق بعلي بن حسين ، وفاطمة بنت حسين ، وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد ، وعلي يومئذ غلام قد بلغ ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية ، فأمر بسكينة ، فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها ، وعلي بن حسين في غل ، فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين ، فقال :

                                                                                            نفلق هاما من رجال أحبة إلينا وهم كانوا أعق وأظلما

                                                                                            .

                                                                                            فقال علي بن حسين : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) . فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر ، وتلا علي بن الحسين آية من كتاب الله عز وجل . فقال يزيد : بل بما كسبت أيديكم ، ويعفو عن كثير . فقال علي : أما والله لو رآنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل . فقال : صدقت ، فخلوهم من الغل . فقال : ولو وقفنا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بعد لأحب أن يقربنا . قال : صدقت ، فقربوهم . فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما ، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأس الحسين ، ثم أمر بهم فجهزوا ، وأصلح إليهم ، وأخرجوا إلى المدينة . رواه الطبراني ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية