الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15044 وعن رجاء بن ربيعة قال : كنت جالسا بالمدينة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حلقة [ ص: 177 ] فيها أبو سعيد ، وعبد الله بن عمرو ، فمر الحسن بن علي فسلم ، فرد عليه القوم ، وسكت عبد الله بن عمرو ، ثم اتبعه ، فقال : وعليك السلام ورحمة الله ، ثم قال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، والله ما كلمته منذ ليال صفين . فقال أبو سعيد : ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه ؟ قال : نعم ، فقام فدخل أبو سعيد ، فاستأذن فأذن له ، ثم استأذن لعبد الله بن عمرو فدخل ، فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو : حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن ، فقال : نعم ، أنا أحدثكم : إنه أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، قال : فقال له الحسن : إذ علمت أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلم قاتلتنا ، أو كثرت يوم صفين ؟ ! قال : أما إني والله ما كثرت سوادا ، ولا ضربت معهم بسيف ، ولكني حضرت مع أبي أو كلمة نحوها . قال : أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ؟ قال : بلى . ولكني كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكاني أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إن عبد الله بن عمرو يصوم النهار ، ويقوم الليل . قال : " صم وأفطر ، وصل ونم ; فإني أنا أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر " . قال لي : " يا عبد الله ، أطع أباك " . فخرج يوم صفين وخرجت معه .

                                                                                            رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد ، وهو ثقة .

                                                                                            قلت : وتأتي له طريق في فضل الحسين أيضا .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية