الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15817 وعن عبد الرحمن بن غنم : ، أنه زار أبا الدرداء بحمص ، فمكث عنده ليالي ، فأمر بحماره فأوكف له ، فقال أبو الدرداء : لا أراني إلا متبعك ، فأمر بحماره فأسرج ، فسارا على حماريهما فلقيا رجلا شهد [ ص: 330 ] الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية ، فعرفهما الرجل ولم يعرفاه ، فأخبرهما خبر الناس .

                                                                                            ثم إن الرجل قال : وخبر آخر كرهت أن أخبركماه أراكما تكرهانه ، فقال أبو الدرداء : فلعل أبا ذر نفي ! قال : نعم والله ، فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات . ثم قال أبو الدرداء : ارتقبهم واصطبر كما قيل لأصحاب الناقة ، اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه ، اللهم إن اتهموه فإني لا أتهمه ، اللهم وإن استغشوه فإني لا أستغشه ; فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ، ويسر إليه حين لا يسر لأحد ، أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء ، من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " . رواه أحمد ، والطبراني بنحوه وزاد : وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى ابن مريم إلى بره وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر " . والبزار باختصار ، ورجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية