الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين

                                                                                                                                                                                                                                      43 - عفا الله عنك كناية من الزلة; لأن العفو رادف لها، وهو من لطف العتاب، بتصدير العفو في الخطاب، وفيه دلالة فضله على سائر الأنبياء عليهم السلام، حيث لم يذكر مثله لسائر الأنبياء عليهم السلام. لم أذنت لهم بيان لما كني عنه بالعفو، ومعناه: ما لك أذنت لهم في القعود عن الغزو حين استأذنوك، واعتلوا لك بعللهم، وهلا استأنيت بالإذن؟! حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين يتبين لك الصادق في العذر من الكاذب فيه. [ ص: 683 ] وقيل: شيئان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين، وأخذه الفدية من الأسارى، فعاتبه الله. وفيه دليل جواز الاجتهاد للأنبياء عليهم السلام; لأنه عليه الصلاة والسلام إنما فعل ذلك بالاجتهاد، وإنما عوتب مع أن له ذلك لتركه الأفضل، وهم يعاتبون على ترك الأفضل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية