الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين

                                                                                                                                                                                                                                      60 - وإذ استسقى موسى لقومه موضع إذ نصب، كأنه قيل: واذكروا إذ استسقى، أي: استدعى أن يسقي قومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر عطشوا في التيه، فدعا لهم موسى بالسقيا، فقيل له: اضرب بعصاك الحجر. واللام للعهد، والإشارة إلى حجر معلوم، فقد روي أنه حجر طوري حمله معه، وكان مربعا، له أربعة أوجه، كانت تنبع من كل وجه ثلاث أعين، لكل سبط عين، وكانوا ستمائة ألف، وسعة المعسكر اثنا عشر ميلا، أو للجنس، أي: اضرب الشيء الذي يقال له: الحجر، وهذا أظهر في الحجة، وأبين في القدرة فانفجرت الفاء متعلقة بمحذوف، أي: فضرب فانفجرت، أي: سالت بكثرة، أو فإن ضربت فقد انفجرت، وهي على هذا فاء فصيحة، لا تقع إلا في كلام بليغ منه اثنتا عشرة عينا على عدد الأسباط. وقرئ بكسر الشين وفتحها، وهما لغتان، وعينا: تمييز قد علم كل أناس كل سبط مشربهم عينهم التي [ ص: 93 ] يشربون منها كلوا وقلنا لهم: كلوا من المن والسلوى واشربوا من ماء العيون من رزق الله أي: الكل مما رزقكم الله، ولا تعثوا في الأرض لا تفسدوا فيها، والعيث: أشد الفساد مفسدين حال مؤكدة، أي: لا تتمادوا في الفساد في حال فسادكم; لأنهم كانوا متمادين فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية