الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون

                                                                                                                                                                                                                                      72 - وإذ قتلتم نفسا بتقدير: واذكروا، خوطبت الجماعة لوجود القتل فيهم، فادارأتم فيها فاختلفتم، واختصمتم في شأنها; لأن المتخاصمين يدرأ [ ص: 100 ] بعضهم بعضا، أي: يدفعه، أو تدافعتم بمعنى: طرح قتلها بعضكم على بعض، فيدفع المطروح عليه الطارح، أو لأن الطرح في نفسه دفع، وأصله: تدارأتم، ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالا لتصير من جنس الدال، التي هي فاء الكلمة، ليمكن الإدغام، ثم سكنوا الدال، إذ شرط الإدغام أن يكون الأول ساكنا، وزيدت همزة الوصل; لأنه لا يمكن الابتداء بالساكن (فاداراتم) بغير همز، أبو عمرو. والله مخرج ما كنتم تكتمون مظهر لا محالة ما كتمتم من أمر القتل، لا يتركه مكتوما، وأعمل مخرج على حكاية ما كان مستقبلا في وقت التدارؤ، وهذه الجملة اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه، وهما "ادارأتم".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية