الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون

                                                                                                                                                                                                                                      68 - قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي سؤال عن حالها وصفتها; لأنهم كانوا عاملين بماهيتها; لأن ما وإن كانت سؤالا عن الجنس، وكيف عن الوصف، ولكن قد تقع ما موقع كيف، وذلك أنهم تعجبوا من بقرة ميتة، يضرب ببعضها ميت فيحيا، فسألوا عن صفة تلك البقرة العجيبة الشأن، وما هي خبر ومبتدأ؟ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض مسنة، وسميت فارضا; لأنها فرضت سنها، أي: قطعتها، وبلغت آخرها، وارتفع فارض; لأنه صفة لبقرة ولا بكر فتية، عطف عليه عوان نصف بين ذلك بين الفارض والبكر. ولم يقل: بين ذينك، مع أن بين يقتضي شيئين فصاعدا; لأنه أراد بين هذا المذكور، وقد يجرى الضمير مجرى اسم الإشارة في هذا. قال أبو عبيدة: قلت لرؤبة في قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنه في الجلد توليع البهق



                                                                                                                                                                                                                                      إن أردت الخطوط فقل: كأنها، وإن أردت السواد والبلق فقل: كأنهما، [ ص: 98 ] فقال: أردت كأن ذاك فافعلوا ما تؤمرون أي: تؤمرونه، بمعنى: تؤمرون به، أو أمركم بمعنى مأموركم، تسمية للمفعول بالمصدر، كضرب الأمير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية