الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين

                                                                                                                                                                                                                                      53 - قل أنفقوا في وجوه البر طوعا أو كرها طائعين، أو مكروهين نصب على الحال. (كرها) حمزة، وعلي. وهو أمر في معنى الخبر، ومعناه: لن يتقبل منكم أنفقتم طوعا أو كرها، ونحوه استغفر لهم أو لا تستغفر لهم [التوبة: 80]. وقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت



                                                                                                                                                                                                                                      أي: لن يغفر الله لهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، ولا نلومك أسأت إلينا أو أحسنت، وقد جاز عكسه في قولك: رحم الله زيدا، ومعنى عدم القبول: أنه صلى الله عليه وسلم يردها عليهم، ولا يقبلها، أو لا يثيبها الله، وقوله: "طوعا" أي: من غير إلزام من الله ورسوله. و "كرها" أي: ملزمين. وسمي الإلزام إكراها; لأنهم منافقون، فكان إلزامهم الإنفاق شاقا عليهم كالإكراه إنكم تعليل لرد إنفاقهم كنتم قوما فاسقين متمردين، عاتين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية