الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                      112 - التائبون رفع على المدح، أي: هم التائبون، يعني: المؤمنين المذكورين، أو هو مبتدأ، خبره: العابدون أي: الذين عبدوا الله وحده، وأخلصوا له العبادة. وما بعد خبر بعد خبر، أي: التائبون من الكفر على الحقيقة، الجامعون لهذه الخصال. وعن الحسن: هم الذين تابوا من [ ص: 713 ] الشرك، وتبرءوا من النفاق الحامدون على نعمة الإسلام السائحون الصائمون; لقوله صلى الله عليه وسلم: "سياحة أمتي الصيام"، أو طلبة العلم; لأنهم يسيحون في الأرض، يطلبونه في مظانه، أو السائرون في الأرض للاعتبار الراكعون الساجدون المحافظون على الصلوات الآمرون بالمعروف بالإيمان، والمعرفة، والطاعة والناهون عن المنكر عن الشرك، والمعاصي. ودخلت الواو للإشعار بأن السبعة عقد تام، أو للتضاد بين الأمر، والنهي، كما في قوله: ثيبات وأبكارا [التحريم: 5] والحافظون لحدود الله أوامره ونواهيه، أو معالم الشرع وبشر المؤمنين المتصفين بهذه الصفات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية