الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
507 - أخبركم أبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر الوراق قالا : أخبرنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا ابن المبارك قال : بلغنا عن الحسن أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما مثلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء ، لا يدرون ما قطعوا منها أكثر أم ما بقي منها ، فحسر ظهرهم ، ونفد زادهم ، وسقطوا بين ظهراني المفازة ، فأيقنوا بالهلكة ، فبينا هم كذلك إذ خرج عليهم رجل في حلة ، يقطر رأسه ، فقالوا : إن هذا لحديث العهد بالريف ، فانتهى إليهم ، فقال : ما لكم يا هؤلاء ؟ قالوا : ما ترى ، حسر ظهرنا [ ص: 177 ] ، ونفد زادنا ، وسقطنا بين ظهراني المفازة ، ولا ندري ما قطعنا منها أكثر أم ما بقي علينا ؟ قال : ما تجعلون لي إن أوردتكم ماء رواء ، ورياضا خضرا ؟ قالوا : نجعل لك حكمك ، قال : تجعلون لي عهودكم ، ومواثيقكم أن لا تعصوني ، قال : فجعلوا له عهودهم ، ومواثيقهم أن لا يعصوه ، فمال بهم ، وأوردهم رياضا خضرا ، وماء رواء ، فمكث يسيرا ، ثم قال : هلموا إلى رياض أعشب من رياضكم ، وماء أروى من مائكم هذا ، فقال جل القوم : ما قدرنا على هذا حتى كدنا أن لا نقدر عليه ، وقالت طائفة منهم : ألستم قد جعلتم لهذا الرجل عهودكم ، ومواثيقكم أن لا تعصوه ، وقد صدقكم في أول حديثه ، فآخر حديثه مثل أوله ، فراح وراحوا معه ، فأوردهم رياضا خضرا ، وماء رواء ، وأتى الآخرين العدو من تحت ليلتهم ، فأصبحوا من بين قتيل وأسير .

التالي السابق


الخدمات العلمية