الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
920 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، حدثه قال : أخبرني محمود بن الربيع ، وزعم أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعقل مجة مجها من دلو من بئر كانت في دارهم ، قال : سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ، ثم أحد بني سالم يقول : كنت أصلي لقومي من بني سالم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إني أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ، فلوددت أنك جئت فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفعل إن شاء الله " ، فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رحمة الله عليهم معه ، بعد ما اشتد النهار ، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : " أين تحب أن أصلي في بيتك ؟ " فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصفنا خلفه ، ثم سلم وسلمنا حين سلم ، فحبسناه على خزير صنع له ، فسمع بأهل الدار ، وهم يدعون قراهم الدور ، فثابوا حتى امتلأ البيت ، فقال رجل : أين مالك بن الدخشن أو قال : الدخشن ؟ قال ابن صاعد : هكذا قال فقال رجل منا : ذاك رجل منافق لا يحب الله ورسوله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقولوه ، وهو يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل " قالوا : أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا : لا تقولوه ، إنه يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ص: 324 ] لن يوافي عبد يوم القيامة ، وهو يقول : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم الله عليه النار ، قال محمود : فحدثت قوما فيهم أبو أيوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها مع يزيد بن معاوية ، فأنكر ذلك علي ، وقال : ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قط فكبر ذلك علي ، فجعلت لله علي إن سلمني الله تعالى حتى أقفل من غزوتي أن أسأل عنها عتبان بن مالك ، إن وجدته حيا ، فأهللت من إيلياء بحج أو عمرة حتى قدمت المدينة ، فأتيت بني سالم ، فإذا عتبان بن مالك شيخ كبير قد ذهب بصره ، وهو إمام قومه ، فلما سلم من صلاته جئته ، فسلمت عليه ، ثم أخبرته من أنا ، فحدثني به كما حدثني به أول مرة ، قال الزهري : " ولكنا لا ندري ، أكان هذا قبل أن تنزل موجبات الفرائض في القرآن ؟ فنحن نخاف أن يكون الأمر صار إليها ، فمن استطاع أن لا يغتر فلا يغتر " ، قال الحسين : ليس فيه شك ، إن الأمر قد صار إليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية