الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
694 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه إذ قال : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " ، قال : فاطلع رجل من الأنصار ، تنطف لحيته من ماء وضوئه ، معلق نعليه بيده الشمال ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " [ ص: 242 ] ، فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " ، فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له : إني لاحيت أبي ، فأقسمت إني لا أدخل عليه ثلاث ليال ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت ، قال : نعم ، قال أنس : فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل بشيء ، غير أنه إذا تقلب على فراشه ذكر الله ، وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر ، فيسبغ الوضوء ، قال عبد الله : غير أنى لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث الليالي ، وكدت أن أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ، ولا هجر ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاثة مجالس : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " ، فاطلعت أنت في تلك الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك ؛ فأنظر ما عملك ؟ فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فانصرفت عنه ، فلما وليت ، دعاني ، وقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ، فقال له عبد الله بن عمرو : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية