الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1443 - أخبركم أبو عمر بن حيويه ، حدثنا يحيى ، حدثنا الحسين ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا بقية بن الوليد ، أخبرنا أبو سلمة الحمصي قال : حدثني يحيى بن جابر قال : قدم علينا عون بن عبد الله ، فقعد إلينا في المسجد ، فوعظنا بموعظة لم نسمع بمثلها ، ثم قال : " أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ " فذهبنا به إليه ، فتوضأ وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : " هل من الجند أحد مريض نعوده ؟ " فقلنا : نعم ، فأتينا يزيد بن ميسرة ، فلما قعدنا وعظنا موعظة أنسانا التي قبلها ، فاستوى يزيد بن ميسرة وهو مريض ، فقال : " بخ بخ ، لقد استعرضت بحرا عريضا ، واستخرجت منه نهرا عريضا " ، أو قال : عظيما ، " ونصبت عليه شجرا كثيرا ، فإن كان شجرك مثمرا أكلت وأطعمت ، وإن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كل شجرة فأسا " ، قال : يقول ابن ميسرة لعون [ ص: 506 ] ثم ماذا ؟ قال عون : " ثم تقطع " ، قال ابن ميسرة : ثم ماذا ؟ قال عون : " ثم توقد بالنار " ، فسكت ابن ميسرة

قال بقية : فسمعت عتبة بن حكيم يقول : قال لي عون : فلقيته بواسط ، فقال : " ما وقعت من قلبي موعظة قط كموعظة يزيد بن ميسرة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية