الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1164 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الحسين ، قال : أخبرنا سعيد بن سليمان قال : حدثنا سنان بن هارون قال : حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد قال : حدثني أبو صخرة جامع بن شداد قال : كان رجل منا يقال له طارق ، فقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مرتين : رأيته بسوق ذي المجاز قد دميت عرقوباه وهو يقول : يا أيها الناس! قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ، ورجل من خلفه يرميه ، ويقول : هذا الكذاب فلا تسمعوا منه ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا محمد ، وهذا أبو لهب عمه ، قال : ثم قدمنا المدينة بعد ذلك ، فخرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " من القوم ؟ " فقلنا : محارب ، فقال : " من أين أقبلتم ؟ " قلنا : من الربذة ، أو من حولها ، فقال : " معكم شيء تبيعون ؟ " فقلنا : نعم ، هذا البعير ، فقال : " بكم ؟ " قلنا : بكذا وكذا وسقا من تمر ، فأخذ خطامه وانطلق به إلى المدينة ، فقلنا : ما صنعنا بعنا البعير من رجل لا ندري من هو ؟ فقال : ومعنا ظعينة في جانب الخباء ، فقالت : أنا ضامنة لثمن البعير ، رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر ، لا يخيس بكم ، قال : فأصبحنا ، فجاءنا رجل معه تمر ، فقال : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يأمركم " أن تأكلوا من هذا التمر ، وأن تكتالوا حتى تستوفوا " قال : ففعلنا ، ثم دخلنا المدينة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : " يا أيها الناس! اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ، أمك [ ص: 411 ] وأباك ، وأختك وأخاك ، وأدناك أدناك " ، قال : وضج ناس حول المنبر ، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع ، أصابوا منا دما في الجاهلية ، فخذ لنا بثأرنا ، قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى نظرت إلى بياض إبطيه وهو يقول : " ألا لا تجني أم على ولد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية