الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                مسألة

                                                                                                                قال : قال مالك : إذا أسلم الكافر لا يثاب على ما عمل من خير حال كفره ، لقوله عليه السلام : " الأعمال بالنيات " . وهو إنما يقصد بعمله حالة كفره الشكر ، والثناء لا التقرب ، وقوله عليه السلام لحكيم بن حزام لما قال له : أرأيت أمورا كنا نتحنث بها في الجاهلية من صدقة ، وعتاقة ، وصلة رحم ، هل لنا فيها من أجر ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلمت على ما أسلفت من خير " ، فحمل على الخير الذي سأله في دنياه من المحمدة ، والشكر ، وينتفع به عقبه من بعده في حرمته عند الناس .

                                                                                                                تنبيه : الاعتماد على قوله عليه السلام : " الأعمال بالنيات " ، ونحوه لا يعم ; لأن من الأول ما اتفقت عليه الشرائع كحفظ الدماء ، والأموال ، ونحوها من تعظيم الرب سبحانه وتعالى ، وغير ذلك فأمكن الكافر أن يفعلها بقصد التقرب للثناء والشكر .

                                                                                                                [ ص: 351 ] ثم لو فرضنا من الكفار من آمن بالشريعة المحمدية كلها إلا سورة من القرآن ، فإنه كافر إجماعا مع أنه يعتقد وجوب العبادات كلها ، ويفعلها على وجه التقرب ، وكذلك المقابل الذي كفر بظاهره فقط ، فيحتاج في المسألة إلى مدرك غير هذا .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية