الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            16184 - عن ابن عباس قال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي ؟ " . فقالوا : كلنا يا رسول الله نعرفه قال : " فما فعل ؟ " . قالوا : هلك قال : " ما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام ، وهو على جمل أحمر ، وهو يخطب الناس وهو يقول : يا أيها الناس ، اجتمعوا واسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو [ ص: 419 ] آت آت ، إن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا ، مهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لا تغور ، أقسم قس قسما حقا ، لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعده سخط ، إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا ؟ أم تركوا فناموا ؟ " . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفيكم من يروي شعره ؟ . " . فأنشده بعضهم :

                                                                                            في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر     لما رأيت مواردا
                                                                                            للموت ليس لها مصادر     ورأيت قومي نحوها
                                                                                            يسعى الأصاغر والأكابر     لا يرجع الماضي إليك
                                                                                            ولا من الباقين غابر     أيقنت أني لا محالة
                                                                                            حيث صار القوم صائر .

                                                                                            رواه الطبراني والبزار ، وفيه محمد بن الحجاج اللخمي وهو كذاب .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية