الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وكذلك الذكورة ليست بشرط ، فيصح أمان المرأة ; لأنها بما معها من العقل لا تعجز عن الوقوف على حال القوة والضعف وقد روي أن سيدتنا زينب بنت النبي المكرم عليه الصلاة والسلام { أمنت زوجها أبا العاص رضي الله عنه وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانها } وكذلك السلامة عن العمى ، والزمانة والمرض ، ليست بشرط ، فيصح أمان الأعمى والزمن والمريض ; لأن الأصل في صحة الأمان صدوره عن رأي ونظر في الأحوال الخفية من الضعف والقوة ، وهذه [ ص: 107 ] العوارض لا تقدح فيه ، ولا يجوز أمان التاجر في دار الحرب ، والأسير فيها ، والحربي الذي أسلم هناك ; لأن هؤلاء لا يقفون على حال الغزاة من القوة والضعف ، فلا يعرفون للأمان مصلحة ، ولأنهم متهمون في حق الغزاة ; لكونهم مقهورين في أيدي الكفرة ، وكذلك الجماعة ليست بشرط ، فيصح أمان الواحد ; لقوله عليه الصلاة والسلام { : ويسعى بذمتهم أدناهم } ولأن الوقوف على حالة القوة والضعف لا يقف على رأي الجماعة ، فيصح من الواحد وسواء أمن جماعة كثيرة أو قليلة ، أو أهل مصر أو قرية ، فذلك جائز .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية