الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولا حد على من قذف امرأة محدودة [ ص: 42 ] في الزنا ، أو معها ولد لا يعرف له أب أو لاعنت بولد ; لأن أمارة الزنا معها ظاهرة فلم تكن عفيفة ، فإن لاعنت بغير الولد أو مع الولد لكنه لم يقطع النسب أو قطع لكن الزوج عاد وأكذب نفسه وألحق النسب بالأب - حد ; لأنه لم يظهر منها علامة الزنا - فكانت عفيفة ، والثاني - أن يكون المقذوف معلوما فإن كان مجهولا لا يجب الحد كما إذا قال لجماعة : كلكم زان إلا واحدا ، أو قال : ليس فيكم زان إلا واحد ، أو قال لرجلين : أحدكما زان ; لأن المقذوف مجهول ، ولو قال لرجلين : أحدكما زان ، فقال له رجل : أحدهما هذا ، فقال : لا ، لا حد للآخر ; لأنه لم يقذف بصريح الزنا ، ولا بما هو في معنى الصريح ، ولو قال لرجل : جدك زان لا حد عليه لأن اسم الجد ينطلق على الأسفل وعلى الأعلى فكان المقذوف مجهولا ولو قال لرجل أخوك زان ، فإن كان له إخوة ، أو أخوان سواه - لا حد على القاذف ; لأن المقذوف مجهول ، وإن لم يكن له إلا أخ واحد فعليه الحد إذا حضر وطالب ; لأن المقذوف معلوم وليس لهذا الأخ ولاية المطالبة ; لما نذكر في موضعه ، إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية