الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 526 ] ذكر نهب العرب البصرة

قد ذكرنا استلاء الأمير صدقة على البصرة ، وأنه استناب بها مملوكا كان لجده دبيس بن مزيد ، اسمه ألتونتاش ، وجعل معه مائة وعشرين فارسا .

فاجتمعت ربيعة والمنتفق ومن انضم إليها من العرب ، وقصدوا البصرة في جمع كثير ، فقاتلهم ألتونتاش ، فأسروه ، وانهزم أصحابه ، ولم يقدر من بها على حفظها ، فدخلوا بالسيف أواخر ذي القعدة ، وأحرقوا الأسواق ، والدور الحسان ، ونهبوا ما قدروا عليه ، وأقاموا ينهبون ويحرقون اثنين وثلاثين يوما ، وتشرد أهلها في السواد ، ونهبت خزانة كتب كانت موقوفة ، وقفها القاضي أبو الفرج بن أبي البقاء .

وبلغ الخبر صدقة ، فأرسل عسكرا ، فوصلوا وقد فارقها العرب .

ثم إن السلطان محمدا أرسل شحنة وعميدا إلى البصرة ، وأخذها من صدقة ، وعاد أهلها إليها وشرعوا في عمارتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية