الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2976 52 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، حدثنا الحسن ، قال : حدثني عمرو بن تغلب رضي الله عنه ، قال : أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه ، فقال : إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى ، منهم عمرو بن تغلب ، فقال عمرو بن تغلب : ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما " ، والحسن هذا هو البصري ، وعمرو بالواو ابن تغلب بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الغين المعجمة وكسر اللام وفي آخره باء موحدة ، وقد مر الحديث في كتاب الجمعة في باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد فإنه أخرجه هناك عن محمد بن معمر ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن جرير بن حازم إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله " كأنهم عتبوا عليه " أي لاموا ، قال الخليل : حقيقة العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة ، قوله " ظلعهم " ليس هناك وإنما هناك لما رأى في قلوبهم من الجزع والهلع والظلع بفتح الظاء المعجمة واللام وبالعين المهملة وهو الاعوجاج ، وأصل الظلع الميل ، وأطلق هاهنا على مرض القلب وضعف اليقين ، قوله " وجزعهم " بالجيم والزاي ، قوله " وأكل " أي أفوض ، قوله " من الغنى " بالكسر والقصر بلفظ ضد الفقر في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره من الغناء بفتح الغين المعجمة ثم نون ممدودة وهو الكفاية ، قوله " بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي التي قالها في حقه وهي إدخاله في أهل الخير والغناء ، ويقال : المراد الكلمة التي قالها في حق غيره ، فالمعنى : لا أحب أن يكون لي حمر النعم بدلا من الكلمة المذكورة التي لي أو أن يكون لي ذلك ، وتقال تلك الكلمة في حق غيري ، قوله : حمر النعم ، قال الجوهري : النعم واحد الأنعام وهو المال الراعية ، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل والحمر بضم الحاء المهملة وسكون الميم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية