الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2905 266 - حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان، قال: أخبرنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سؤرا، فحي هلا بكم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " إن جابرا قد صنع سؤرا "، وهو بضم السين وسكون الواو، وهو الطعام الذي يدعى إليه، وقيل: الطعام مطلقا، وهي لفظة فارسية، وقيل: السور الوليمة بالفارسية، وقيل: السور بلغة الحبشة الطعام، لكن العرب تكلمت بها فصارت من كلامها، وأما السؤر بالهمزة فهو بقية من ماء، أو طعام، أو غير ذلك، وليس المراد ها هنا إلا الأول.

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله وهم خمسة الأول: عمرو بن علي بن بحر أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي. الثاني: أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل البصري. الثالث: حنظلة بن سفيان الجمحي القرشي من أهل مكة، واسم أبي حنظلة الأسود بن عبد الرحمن. الرابع: سعيد بن ميناء بكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف، وبالنون مقصورا وممدودا، أبو الوليد المكي. الخامس: جابر بن عبد الله.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن عمرو بن علي أيضا، وأخرجه مسلم في الأطعمة عن حجاج بن الشاعر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ذبحنا بهيمة " قال الداودي: البهيمة من الأنعام، وقال ابن فارس: البهم صغار الغنم. قلت: البهم بفتح الباء جمع بهمة، وهي ولد الضأن الذكر والأنثى، وجمع البهم بهام. قوله: " فتعال " صيغة أمر يخاطب به جابر النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: " ونفر " أي مع نفر. قوله: " فحي هلا بكم " مركب من حي وهل، وقد يبنى على الفتح، وقد يقال: حيهلا بالتنوين، وحيهلا بلا تنوين، وعليها الرواية أي عليكم بكذا، أو أدعوكم، أو أقبلوا، أو أسرعوا بأنفسكم، وجاء حيهل بسكون اللام، وحيهل بسكون الهاء وفتح اللام مع الألف، وبدون الألف، وحيهلا بسكون الهاء وبالتنوين، وجاء معديا بنفسه وبالباء وبإلى [ ص: 5 ] وبعلى، ويستعمل حي وحده بمعنى أقبل، وهلا وحده بمعنى اسكن، وقال أبو عبيدة: معنى قوله: " إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر " أي ادع عمر . وقيل: معناه أقبلوا على ذكر عمر، وقال صاحب المطالع: تقول: حي على كذا، أي هلم وأقبل، ويقال: حي علا، وقيل: حي هلم، وقال الداودي: قوله: " فحيهلا بكم " أي أقبلوا أهلا بكم، أتيتم أهلكم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية