الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3138 115 - حدثنا مسدد قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن كثير ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رفعه قال : خمروا الآنية ، وأوكوا الأسقية ، وأجيفوا الأبواب ، واكفتوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد ; فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قد مر هذا الحديث في باب صفة إبليس عن قريب ، قوله : " رفعه " : أي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه أعم أن يكون بالواسطة أو بدونها ، وأن يكون الرفع مقارنا لرواية الحديث أولا ، فأشار إليه ، وكثير ضد القليل ابن شنظير بكسر الشين المعجمة ، وسكون النون وكسر الظاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء أبو قرة الأزدي البصري ، وقال ابن معين فيه : ليس بشيء ، وقال الحاكم : مراده بذلك أنه ليس له من الحديث ما يشتغل به ، وقد قال فيه ابن معين مرة : صالح ، وكذا قال أحمد ، وقال ابن عدي : أرجو أن تكون أحاديثه مستقيمة ، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خمروا " من التخمير بالخاء المعجمة ، وهو التغطية ، قوله : " وأوكوا " من الإيكاء : أي شدوها بالوكاء وهو الخيط .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وأجيفوا " بالجيم [ ص: 197 ] والفاء من الإجافة يقال : أجفت الباب : أي رددته ، وقال القزاز : تقول جفأت الباب أغلقته ، وقال ابن التين : لم أر من ذكره هكذا غيره.

                                                                                                                                                                                  وفيه نظر فإن أجيفوا لامه فاء ، وجفأت لامه همزة ، قلت : معنى جفأت مهموز اللام فرغت يقال : جفأت القدر إذا فرغته ، وفي حديث جبير أنه حرم الحمر الأهلية ، فجفئوا القدور : أي فرغوها وقلبوها ، وروي : فأجفئوا ، قال ابن الأثير : وهي لغة فيه قليلة .

                                                                                                                                                                                  وقال الجوهري : جفأت القدر إذا كفأتها ، أو أملتها فصببت ما فيها ، ولا تقل أجفأتها ، وأما الذي في حديث فأجفئوا قدورهم بما فيها فهي لغة مجهولة انتهى ، والذي في الحديث ذكره ابن الأثير في باب أجوف معتل العين بالواو ، ثم قال : وفي حديث الحج أنه دخل البيت ، وأجاف الباب : أي رده عليه ومنه الحديث : " أجيفوا أبوابكم " : أي ردوها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " واكفتوا " بهمزة الوصل : أي ضموا صبيانكم عند العشاء وامنعوهم من الحركة في ذلك الوقت من كفت الشيء أكفته كفتا من باب ضرب يضرب إذا ضممته إلى نفسك ، قوله : " عند العشاء " ، ويروى " عند المساء " ، وفي الرواية المتقدمة " إذا جنح الليل أو إذا أمسيتم فكفوا صبيانكم " ، قوله : " وخطفة " بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة وبالفاء وهو استلاب الشيء ، وأخذه بسرعة يقال : خطف الشيء يخطفه من باب علم ، وكذا اختطفه يختطفه ، ويقال فيه : خطف يخطف من باب ضرب يضرب وهو قليل ، قوله : " عند الرقاد " : أي عند النوم ، قوله : " فإن الفويسقة " : أي الفأرة ، قوله : " اجترت " بالجيم وتشديد الراء ، وفي رواية الإسماعيلي ربما جرت وبقية الكلام فيه مرت في باب صفة الشيطان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية