الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6054 وقال علي : ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : قال علي بن أبي طالب ، وهكذا وقع في بعض النسخ ، ومطابقته للترجمة تؤخذ من أوله لأن الدنيا لما كانت مدبرة فالأمل فيها مذموم ، ومن كلام علي هذا أخذ بعض الحكماء قوله : " الدنيا مدبرة والآخرة مقبلة فعجب لمن يقبل على المدبرة ويدبر عن المقبلة " ، وقال صاحب ( التوضيح ) : روينا في كتاب أبي الليث السمرقندي رحمه الله قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ، ويهلك آخرها بالبخل والأمل " .

                                                                                                                                                                                  قلت : روى هذا الحديث عبد الله بن عمرو رفعه أخرجه الطبراني وابن أبي الدنيا ، وأثر علي رضي الله تعالى عنه أخرجه ابن المبارك في ( رقائقه ) ، ورواه نعيم بن حماد عن سليمان بن خلاد ، حدثنا سفيان ، عن زبيد اليامي ، عن مهاجر الطبري عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فإن اليوم عمل " قيل اليوم ليس عملا بل فيه العمل ، ولا يمكن تقدير في وإلا وجب نصب عمل ، وأجيب بأنه جعله نفس العمل مبالغة كقولهم : أبو حنيفة فقه ونهاره صائم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ولا حساب " بالفتح أي : لا حساب فيه ، ويجوز بالرفع أي : ليس في اليوم حساب ، ومثله شاذ عند النحاة وهذا حجة عليهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية