الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6034 88 - حدثنا علي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدم الطفيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليها ، فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال : اللهم اهد دوسا وأت بهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  وعلي هو ابن المديني ، وسفيان هو ابن عيينة ، وأبو الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان ، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجهاد في الباب الذي ذكرنا آنفا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قدم الطفيل " بضم الطاء وفتح الفاء ابن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن غنم بن دوس الدوسي من دوس ، أسلم الطفيل وصدق النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بمكة ثم رجع إلى بلاد قومه من أرض دوس ، فلم يزل مقيما بها حتى هاجر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثم قدم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو بخيبر بمن تبعه من قومه ، فلم يزل مقيما مع رسول الله صلى الله تعالى عليه [ ص: 20 ] وسلم حتى قبض ، ثم كان مع المسلمين حتى قتل باليمامة شهيدا ، وقيل : قتل عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه . قوله : " إن دوسا قد عصت وأبت " أي : امتنعت عن الإسلام ، ودوس قبيلة أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وائت بهم " أي : مسلمين أو كناية عن الإسلام ، وهذا من خلقه العظيم ورحمته على العالمين حيث دعا لهم وهم طلبوا الدعاء عليهم ، وحكى ابن بطال أن الدعاء للمشركين ناسخ الدعاء عليهم ودليله قوله تعالى : ليس لك من الأمر شيء ثم قال : والأكثر على أن لا نسخ وأن الدعاء على المشركين جائز .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية