الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6376 34 - حدثنا قتيبة بن سعد ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين أرادت أن تشتري جارية تعتقها ، فقال أهلها : نبيعكها على أن ولاءها لنا ، فذكرت [ ص: 258 ] لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا يمنعك ذلك ، فإنما الولاء لمن أعتق .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ما قاله الكرماني اللام للاختصاص يعني الولاء مختص بمن أعتقه ، وبذل المال في إعتاقه .

                                                                                                                                                                                  قلت : حاصل كلامه أن من أسلم على يده رجل ليس له ولاء ، لأنه مختص بمن أعتقه ، واختصاصه به باللام ، ولكن كون اللام فيه للاختصاص فيه نظر لا يخفى ; لأنه يجوز أن يكون للاستحقاق ، وهي الواقعة بين معنى وذات كاللام في نحو ويل للمطففين واستحقاق المعتق الولاء لا ينافي استحقاق غيره ، ويجوز أن تكون للصيرورة ; لأن صيرورة الولاء للمعتق لا تنافي صيرورته لغيره ، وقد ذكرنا أن هذا الحديث قد مر غير مرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تعتقها " أصله : لأن تعتقها ، قوله : " فذكرت ذلك " ، أي ذكرت عائشة قولهم : " نبيعكها " على أن ولاءها لنا قوله : " لا يمنعك ذلك " أي قولهم هذا ، وفي رواية الكشميهني : " لا يمنعنك " بنون التوكيد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية