الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6064 16 حدثني محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة قال : سمعت أبا جمرة قال : حدثني زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، قال عمران : فما أدري قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد قوله : مرتين أو ثلاثا ، ثم يكون بعدهم قوم لا يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث ; لأن ارتكاب الأمور المذكورة كلها من الميل إلى الدنيا وزهرتها ، وغندر محمد بن جعفر ، وأبو جمرة بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي ، وروى شعبة عن أبي حمزة بالحاء المهملة والزاي ، لكنه عند مسلم دون البخاري ، وليس لشعبة في البخاري عن أبي جمرة بهذه الصورة إلا عن نصر بن عمران وزهدم بفتح الزاي على وزن جعفر بن مضرب ، على صيغة اسم الفاعل من التضريب .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الشهادات في باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد ، فإنه أخرجه هناك عن آدم عن شعبة ، عن أبي جمرة . . . إلى آخره ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا يستشهدون " على صيغة المجهول وشهادة الحسبة مستثناة منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ويخونون " أي : يخونون خيانة ظاهرة ، بحيث لا يبقى معها للناس اعتماد عليهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ويظهر فيهم السمن " أي : يتكبرون بما ليس فيهم من الشرف ، أو يجمعون الأموال ، أو يغفلون عن أمر الدين ، ويقللون الاهتمام به ; لأن الغالب على السمين أن لا يهتم بالرياضة ، والظاهر أنه حقيقة لكن المفهوم منه ما يستكسبه لا الخلقي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية