الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6071 23 - حدثني يحيى بن يوسف ، أخبرنا أبو بكر ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث ، ويحيى بن يوسف الزمي بكسر الزاي وتشديد الميم نسبة إلى بلدة يقال لها : زم ، ويقال له : ابن أبي كريمة ، فقيل : هو كنية أبيه ، وقيل : هو جده واسمه كنيته أخرج عنه البخاري بغير واسطة في الصحيح وبواسطة خارج الصحيح ، وأبو بكر هو ابن عياش بتشديد الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة القارئ المحدث ، وأبو حصين بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم ، وأبو صالح ذكوان الزيات .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجهاد عن يحيى أيضا متنا وإسنادا في باب الحراسة في الغزو ، وأخرجه ابن ماجه عن الحسن بن حماد ، عن يحيى به ، وقال الإسماعيلي : وافق أبا بكر على رفعه شريك القاضي وقيس بن الربيع ، عن أبي حصين ، وخالفهم إسرائيل فرواه عن أبي حصين موقوفا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تعس " بكسر العين المهملة وفتحها أي : سقط ، والمراد هنا : هلك ، وقال ابن الأنباري : التعس الشر ، قال تعالى : فتعسا لهم أراد ألزمهم الشر ، وقيل : التعس البعد أي : بعدا لهم ، وقيل : قولهم تعسا له نقيض قولهم : لعا له ، فتعسا دعاء عليه بالعثرة ، ولعا دعاء له بالانتعاش .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عبد الدينار " أي : طالبه وخادمه والحريص على جمعه والقائم على حفظه ، فكأنه لذلك عبده ، وقال شيخ شيخنا الطيبي : خص العبد بالذكر ليؤذن بانغماسه في محبة الدنيا وشهواتها كالأسير الذي لا يجد خلاصا ، ولم يقل : مالك الدينار ولا جامع الدينار ; لأن المذموم من الملك ، والجمع الزيادة على قدر الحاجة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " والقطيفة " الدثار المخمل وهو الثوب الذي له خمل " والخميصة " الكساء الأسود المربع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن أعطي " على صيغة المجهول ، وكذا وإن لم يعط قال الله تعالى : فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية