الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فأنت عنه تلهى .

[10] فأنت عنه تلهى تشاغل وتعرض عنه. قرأ البزي: (عنه تلهى) بتشديد التاء، والباقون: بتخفيفها، وأمال رؤوس الآي من أول السورة إلى (تلهى) : ورش، وأبو عمرو بخلاف عنهما، وافقهما على الإمالة: حمزة، والكسائي، وخلف، وقرأ الباقون: بالفتح.

روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزولها ما عبس في وجه فقير قط، ولا تصدى لغني، فحملة الشرع والعلم والحكام مخاطبون في تقريب الضعيف من أهل الخير، وتقديمه على الشريف العاري من الخير، بمثل ما خوطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه السورة، وهذه الآيات ليس فيها إثبات ذنب له عليه السلام، بل إعلام الله أن ذلك المتصدى له ممن لا يتزكى، وفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فعل وتصديه لذلك الكافر كان طاعة لله، وتبليغا عنه واستئلافا له كما شرعه الله، لا معصية ومخالفة له.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية