الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون .

[15] كلا إنهم يعني: الكفار عن ربهم أي: عن رؤية ربهم.

يومئذ لمحجوبون فمن قال بالرؤية، وهو قول أهل السنة، وعليه اتفاق الأئمة، قال: إن هؤلاء لا يرون ربهم، فهم محجوبون عنه، واحتج بهذه الآية الإمام مالك بن أنس -رضي الله عنه- على مسألة الرؤيا من جهة دليل الخطاب، وإلا، فلو حجب الكل، لما أغنى هذا التخصيص، ومن قال بأن لا رؤية، وهو قول المعتزلة، قال في هذه الآية: إنهم محجوبون عن رحمة ربهم وغفرانه.

وقد أخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أربع عشرة من الشهر، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته". [ ص: 313 ]

وتقدم كلام الأئمة الأربعة في ذلك في سورة الأنعام.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية