الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا .

[21] عاليهم أي: فوقهم ثياب سندس هو ما رق من الديباج خضر وإستبرق هو ما غلظ من الحرير. وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب: (عاليهم) بفتح الياء وضم الهاء، والنصب على الحال، والعامل فيه (لقاهم) و (جزاهم) ، وقرؤوا (خضر) بالرفع نعت (ثياب) ، (وإستبرق) بالخفض نعت (سندس) ، وقرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم: (عاليهم) كأبي عمرو، و (خضر) بالخفض نعت (سندس) ، (وإستبرق) بالرفع عطف على الـ (ثياب) ، وقرأ حفص عن عاصم: (عاليهم) كما تقدم (خضر [ ص: 240 ] وإستبرق) بالرفع فيهما، فخضر نعت ثياب، وإستبرق عطف على الثياب، وقرأ الكسائي، وخلف: (عاليهم) كما تقدم (خضر وإستبرق) بالخفض فيهما نعت (سندس) ، وقرأ نافع: (عاليهم) بإسكان الياء وكسر الهاء على الرفع بالابتداء، و (خضر وإستبرق) بالرفع فيهما كحفص، وقرأ حمزة (عاليهم) كنافع (خضر وإستبرق) بالخفض فيهما كالكسائي، وقرأ أبو جعفر: (عاليهم) كنافع، و (خضر) بالرفع، (وإستبرق) بالخفض كأبي عمرو.

وحلوا أساور من فضة وفي الكهف والحج يحلون فيها من أساور من ذهب [الكهف: 31] [الحج: 23]؛ للإيذان بأنهم يحلون من الجنسين معا، ومفترقا.

وسقاهم ربهم شرابا طهورا طاهرا من الأقذار، لم تدسه الأقدام، ولم تمسه الأيدي الوسخة كخمر الدنيا، ولا يصير بولا، وذلك أنهم إذا طعموا وشربوا، فيصير ما أكلوا طيبا يخرج من أبدانهم كأطيب من ريح المسك، وتضمر بطونهم، وتعود شهوتهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية