الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا .

[4] ولما نزل والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء [البقرة: 228]، قال خلاد بن النعمان بن قيس الأنصاري: يا رسول الله! فما عدة من لا تحيض، والتي لم تحض، وعدة الحبلى؟ فأنزل الله تعالى: واللائي [ ص: 86 ] يئسن لكبرهن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم شككتم في حكم عدتهن؛ لانقطاع دمهن لكبرهن.

فعدتهن ثلاثة أشهر الجملة خبر المبتدإ.

واللائي لم يحضن لصغرهن مبتدأ محذوف الخبر؛ أي: فعدتهن ثلاثة أشهر، حذف الخبر لدلالة المذكور عليه، فالصغيرة التي لم تحض، والكبيرة التي أيست من الحيض، عدة كل واحدة منهما من الطلاق ثلاثة أشهر بالاتفاق، والشابة التي كانت تحيض، فارتفع حيضها قبل بلوغها سن الآيسات، فعند أبي حنيفة والشافعي: لا تنقضي عدتها حتى يعاودها الدم، فتعتد بثلاثة أقراء، أو تبلغ سن الآيسات، فتعتد بثلاثة أشهر، وعند مالك وأحمد: إذا ارتفع حيضها، لا تدري ما رفعه، تعتد به سنة: تسعة أشهر للحمل، وثلاثة للعدة، فتحل عقب السنة، وإن علمت ما رفعه من مرض أو رضاع ونحوه، فلا تزال في عدة حتى يعود الحيض، فتعتد به، إلا أن تصير آيسة، فتعتد عدة آيسة حينئذ.

وسن الإياس عند أبي حنيفة خمس وخمسون سنة، وعند مالك سبعون، وعند الشافعي اثنتان وستون وعند أحمد خمسون، وأقل سن تحيض له المرأة تسع سنين بالاتفاق.

وعدة المتوفى عنها زوجها إذا لم تكن حاملا أربعة أشهر وعشر بالاتفاق.

واختلاف القراء في (واللائي) في الحرفين كاختلافهم في نظيره في سورة الأحزاب [الآية: 4]. [ ص: 87 ]

وأولات الأحمال أي: الحبالى، مطلقات كن أو توفي عنهن أزواجهن.

أجلهن أي: انقضاء عدتهن التي يجوز بعدها النكاح، مبتدأ، خبره أن يضعن حملهن وهما خبر (أولات) ، فإذا كانت المرأة حاملا، وطلقت، أو مات زوجها، فعدتها بوضع الحمل بالاتفاق.

ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا يسهل عليه أمر الدارين، ويخلصه من شدائدهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية