الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون .

[83] اختلف أهل الكتابين، فادعى كل واحد أنه على دين إبراهيم، فاختصموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم عليه السلام"، فغضبوا، وقالوا: لا نرضى بقضائك، ولا نأخذ بدينك، فأنزل الله تعالى:

أفغير دين الله يبغون
دخلت الهمزة على الفاء العاطفة على محذوف تقديره: أيتولون فغير دين الله يبغون. قرأ أبو عمرو، وحفص عن عاصم، ويعقوب (يبغون) بالغيب; لقوله: فأولئك هم الفاسقون وقرأ الباقون: بالخطاب; لقوله: لما آتيتكم .

وله أسلم خضع وانقاد. [ ص: 486 ]

من في السماوات والأرض طوعا بسهولة.

وكرها بمشقة، فأهل السموات يسجدون طوعا، وأهل الأرض يسجد بعضهم طوعا، وبعضهم كرها; كالمنافقين.

وإليه يرجعون قرأ حفص، ويعقوب : بالغيب، فحفص: بضم الياء ونصب الجيم، ويعقوب على أصله في فتح الياء وكسر الجيم، والباقون: بالخطاب مع ضم الياء ونصب الجيم.

التالي السابق


الخدمات العلمية