الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين .

[191] واقتلوهم حيث ثقفتموهم أي: وجدتموهم، وتمكنتم منهم، وأصل الثقافة: الحذق في إدراك الشيء وفعله.

وأخرجوهم من حيث أخرجوكم من مكة; لأنهم أخرجوا المسلمين أولا منها، ثم أخرج - صلى الله عليه وسلم - ثانيا منها من لم يؤمن منهم يوم الفتح، وكانوا يستعظمون القتل في الحرم، ويعيرون به المسلمين، فنزل:

والفتنة أي: شركهم بالله.

أشد أي: أعظم.

من القتل الذي يحل بهم منكم في الحرم والإحرام.

ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم قرأ حمزة، والكسائي، وخلف : (ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم) بغير ألف فيهن على معنى: ولا تقتلوا بعضهم، تقول العرب: قتلنا بني فلان، [ ص: 271 ] وإنما قتلوا بعضهم. وقرأ الباقون: بالألف، من القتال. كان في ابتداء الإسلام لا يحل بدايتهم بالقتال في البلد الحرام، ثم صار منسوخا; بقوله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة [البقرة: 193].

كذلك جزاء الكافرين يفعل بهم مثل ما فعلوا.

التالي السابق


الخدمات العلمية