الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال ابن عباس وأنس بن مالك: "لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، وعد أمته ملك فارس والروم، فقال المنافقون واليهود: هيهات هيهات، من أين لمحمد ملك؟! فارس والروم أعز وأمنع من ذلك، ألم يكف محمدا مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم؟! فأنزل الله: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير

. [ ص: 435 ] [26] قل اللهم الميم عوض من حرف النداء، وشددت لقيامها مقام حرفين. معناه: يا ألله.

مالك الملك أي: مالك العباد وما ملكوا.

تؤتي الملك أي: النبوة.

من تشاء من خلقك.

وتنزع أي: تزيل وتقلع.

الملك ممن تشاء منهم.

وتعز من تشاء بالملك.

وتذل من تشاء بنزعه منه.

بيدك الخير أي: والشر، فاكتفى بذكر أحدهما، ولأن الآية في ذكر ما أعد للمؤمنين.

إنك على كل شيء قدير ثم أومأ إلى قدرته الباهرة بقوله:

التالي السابق


الخدمات العلمية