الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون .

[83] وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل في التوراة، إخبار في معنى النهي، والميثاق: العهد الشديد.

لا تعبدون إلا الله قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي : (لا يعبدون) بالغيب، والباقون بالخطاب ; لقوله: وقولوا للناس حسنا معناه: ألا تعبدوا، فلما حذف (أن)، صار الفعل مرفوعا.

وبالوالدين أي: ووصيناهم بالوالدين. [ ص: 141 ]

إحسانا برا بهما، وعطفا عليهما، ونزولا عند أمرهما فيما لا يخالف أمر الله تعالى.

وذي القربى أي: وبذي القربى، والقربى مصدر كالحسنى. قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف : (القربى) بالإمالة.

واليتامى جمع يتيم، وهو الطفل الذي لا أب له، وأصل اليتم: الانفراد. قرأ الدوري عن الكسائي : (واليتامى) بالإمالة.

والمساكين يعني: الفقراء.

وقولوا للناس حسنا صدقا وحقا في شأن محمد - صلى الله عليه وسلم -، فمن سألكم عنه، فاصدقوه، وبينوا له صفته، ولا تكتموا أمره. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب : (حسنا) بفتح الحاء والسين ; أي: قولا حسنا.

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم أعرضتم عن العهد والميثاق.

إلا قليلا منكم وذلك أن قوما منهم آمنوا.

وأنتم معرضون كإعراض آبائكم. [ ص: 142 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية