الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين .

[89] ولما جاءهم كتاب من عند الله يعني: القرآن.

مصدق موافق.

لما معهم يعني: التوراة.

وكانوا يعني: اليهود.

من قبل مبعث محمد - صلى الله عليه وسلم -.

يستفتحون يستنصرون. [ ص: 149 ]

على الذين كفروا على مشركي العرب، وذلك أنهم كانوا يقولون إذا حزبهم أمر، أو دهمهم عدو: اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة، فكانوا ينصرون، وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين: قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.

فلما جاءهم ما عرفوا يعني: محمدا - صلى الله عليه وسلم - من غير بني إسرائيل، وعرفوا نعته وصدقه.

كفروا به بغيا وحسدا.

فلعنة الله على الكافرين قرأ أبو عمرو، والكسائي، ورويس : (الكافرين) بالإمالة حيث وقع بالياء، مجرورا كان أو منصوبا، واختلف عن ابن ذكوان في الإمالة والفتح، وأماله ورش بين بين، وفتحه الباقون، وجواب لما ولما الثانية في قوله: (كفروا)، وأعيدت لما الثانية; لطول الكلام، ويفيد ذلك تقريرا للذنب وتأكيدا له.

التالي السابق


الخدمات العلمية