الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون .

[79] فويل هي كلمة يقولها كل واقع في هلكة بمعنى الدعاء على النفس بالعذاب.

للذين يكتبون الكتاب أي: المحرف.

بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا وذلك أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مأكلتهم، وزوال رياستهم حين قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فاحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به، فعمدوا إلى صفته في التوراة، وكان صفته فيها: حسن الوجه، حسن الشعر، أكحل العينين، ربعة فغيروها، وكتبوا مكانها: طوال أزرق سبط الشعر، فإذا سألهم سفلتهم عن صفته، قرؤوا ما كتبوا، فيجدونه مخالفا لصفته، فيكذبونه، قال الله تعالى:

فويل لهم مما كتبت أيديهم يعني: كتبوا بأنفسهم اختراعا من تغير نعته - صلى الله عليه وسلم -.

وويل لهم مما يكسبون من المآكل. قرأ أبو عمرو، ورويس عن يعقوب : (الكتاب بأيديهم) بإدغام الباء الأولى في الثانية. [ ص: 138 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية