الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وادخلي جنتي .

[30] وادخلي جنتي معهم، وقيل: هذا النداء يكون عند قيام الأجساد من القبور، فقوله: ارجعي إلى ربك معناه: بالبعث من موتك ارجعي إلى الله، والله أعلم.

وقد أحببت أن أتكلم في هذا المحل على صلاة الوتر؛ لما فيه من المناسبة للسورة، فأقول وبالله التوفيق: الوتر واجب عند أبي حنيفة رضي الله عنه، وعند صاحبيه، وعند الأئمة الثلاثة -رضي الله عنهم- هو سنة، ووقته بين صلاة العشاء والفجر بالاتفاق، وصفته عند أبي حنيفة: ثلاث ركعات كالمغرب، لا يسلم بينهن، ويقنت في الثالثة قبل الركوع بعد أن يرفع يديه مكبرا، وعند مالك: هو ركعة بعد شفع لا حد له، منفصل منها بتسليمة، وعند الشافعي وأحمد: أقله ركعة، وأكثره إحدى عشرة، وأدنى الكمال ثلاث بتسليمتين، ويقنت في الثالثة بعد الركوع في النصف الأخير [ ص: 365 ] من رمضان عند الشافعي، وعند أحمد: في جميع السنة كأبي حنيفة، ولا يقنت فيه عند مالك مطلقا على المشهور من مذهبه، والقراءة عند مالك في الشفع مطلقة غير معينة، ويستحب عنده أن يقرأ في ركعة الوتر الإخلاص والمعوذتين، وعند الثلاثة: يستحب أن يقرأ في الأولى من الثلاث بعد الفاتحة: سبح ، وفي الثانية: قل يا أيها الكافرون ، وفي الثالثة: الإخلاص والمعوذتين، وعند الشافعي: كقول مالك، وعند أبي حنيفة وأحمد: الإخلاص فقط، وتقدم ذكر مذهب مالك والشافعي في القنوت في صلاة الصبح في سورة البقرة، والله أعلم.

* * * [ ص: 366 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية