الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3608 307 - حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة؟ قال: نعم، ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  يحيى هو القطان، وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وعبد الله بن أبي أوفى واسم أبي أوفى علقمة الأسلمي لهما صحبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بشر النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - خديجة " أي: هل بشر النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم -، وأداة الاستفهام محذوفة. قوله: " قال: نعم " أي: قال عبد الله: نعم، بشرها ببيت من قصب، وقد مضى في أبواب العمرة في باب: متى يحل المعتمر في رواية جرير عن إسماعيل أنهم قالوا لعبد الله بن أبي أوفى: حدثنا ما قال لخديجة؟ قال: قال: بشروا خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، وقد [ ص: 281 ] مر الكلام فيه هناك، والقصب قد مر تفسيره، والصخب بالمهملة والمعجمة المفتوحتين الصوت المختلط المرتفع، والنصب المشقة والتعب، وذكر الصخب والنصب أيضا من باب المشاكلة لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما دعاها إلى الإيمان أجابته سريعا ولم تحوجه إلى أن يصخب كما يصخب الرجل إذا تعصت عليه امرأته، ولا أن ينصب، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل مكروه، وأزاحت بمالها كل كدر ونصب، فوصف منزلها الذي بشرت به بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية