الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3781 51 - حدثنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، ح وحدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا عنبسة ، حدثنا يونس ، عن الزهري ، أخبرنا علي بن حسين ، أن حسين بن علي - عليهم السلام - أخبره أن عليا قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ ، فلما أردت أن أبتني بفاطمة - عليها السلام - بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - واعدت رجلا صواغا في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر ، فأردت أن أبيعه من الصواغين فنستعين به في وليمة عرسي ، فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال ، وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعته ، فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عيني حين رأيت المنظر ، قلت : من فعل هذا ؟ قالوا : فعله حمزة بن عبد المطلب ، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه ، فقالت في غنائها :


                                                                                                                                                                                  ألا يا حمز للشرف النواء

                                                                                                                                                                                  فوثب حمزة إلى السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما ، قال علي : فانطلقت حتى أدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة ، وعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لقيت ، فقال : ما لك ؟ قلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم ، عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما ، وها هو ذا في بيت معه شرب ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى ، ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة ، فاستأذن عليه فأذن له ، فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه ، فنظر حمزة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة : وهل أنتم إلا عبيد لأبي ؟ ! فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل ، فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقرى ، فخرج وخرجنا معه .


                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكره هنا لقوله : من المغنم يوم بدر .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه من طريقين ( الأول ) عن عبدان ، هو عبد الله بن عثمان المروزي ، عن عبد الله بن المبارك المروزي ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، ( والثاني ) عن أحمد بن صالح أبي جعفر المصري ، عن عنبسة بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبالسين المهملة ابن خالد ابن أخي يونس بن يزيد المذكور ، عن عمه يونس ، عن محمد بن مسلم [ ص: 111 ] الزهري ، عن علي بن حسين بن علي ، عن أبيه حسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهم .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب فرض الخمس ، فإنه أخرجه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " شارف " وهي المسنة من النوق ، والغرائر جمع الغرارة وهي وعاء للتبن ونحوه ، وهو معرب . قوله : " أجبت " على صيغة المجهول من الجب ، وهو القطع ، ويروى جبت ، قيل : هذا هو الصواب . قوله : " حمز " مرخم بحذف التاء ، والشرب بفتح الشين المعجمة وسكون الراء جمع شارب كتجر جمع تاجر . قوله : " والشرف " جمع شارف ، والنواء بالكسر جمع الناوية وهي السمينة ، والثمل بفتح الثاء المثلثة وكسر الميم السكران .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية