الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                54 - الشرط متى اعترض على الشرط ، يقدم المؤخر

                التالي السابق


                ( 54 ) قوله : الشرط متى اعترض على الشرط يقدم المؤخر يعني : الشرط متى اعترض بغير حرف العطف والجزاء يقدم المؤخر ; لأنه تعذر جعلهما شرطا لانعدام حرف العطف وتعذر جعل الثاني مع الجزاء جزاء الأول لانعدام حرف الجزاء فتعين أن يكون المذكور أولا هو الجزاء ; لأن الجزاء متى قدم على الشرط لا يحتاج إلى الرابط فقدم المؤخر لذلك ، كما لو قال كل امرأة أتزوجها إن كلمت فلانا فهي طالق فيقدم المؤخر لما قلنا في تقرير الأصل أنه لم يكن جعل الشرطين واحدا لعدم العطف ولا [ ص: 169 ] جعل الأول مع الجزاء جزاء للأول لعدم الفاء فيقدم المؤخر ضرورة فيصير الكلام شرطا لانعقاد يمين التزوج فيقع الطلاق على التي تزوجها بعد الكلام لا قبله ، ولو نوى تقدير الفاء لصير يمين التزوج شرط الانعقاد ولا يصدق في القضاء على الأظهر ; لأنه نوى خلاف الظاهر . أصله قوله تعالى

                { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم } الآية . معناه والله أعلم إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحي ، إن أردت أن أنصح لكم ; لأن النصح إنما لم ينفع لتقدم إرادة الإغواء ، ومثله قوله تعالى { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي } الآية . معناه ، والله أعلم ، إن أراد النبي أن يستنكحها إن وهبت نفسها ; لأن إرادة النكاح سابقة على الهبة فلذلك جعل الأول هو الجزاء واليمين التام وهو الشرط ، والجزاء يصلح جزاء كما يصلح الجزاء المجرد ; لأن الحمل والمنع يحصل بخوف لزوم اليمين التام كما يحصل بخوف الجزاء




                الخدمات العلمية