الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ( 42 ) ) . [ ص: 172 ] قوله تعالى : ( إذ قال لأبيه ) : في " إذ " وجهان ; أحدهما : هي مثل ( إذ انتبذت ) [ مريم : 16 ] في أوجهها ، وقد فصل بينهما بقوله : ( إنه كان صديقا نبيا ) : [ مريم : 41 ] . والثاني : أن " إذ " ظرف ، والعامل فيه صديقا نبيا ، أو معناه .

قال تعالى : ( قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ( 46 ) ) .

قوله تعالى : ( أراغب أنت ) : مبتدأ ، وأنت : فاعل ، وأغنى عن الخبر ; وجاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة . و ( مليا ) : ظرف ; أي دهرا طويلا . وقيل : هو نعت لمصدر محذوف .

قال تعالى : ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ( 49 ) ) .

قوله تعالى : ( وكلا جعلنا ) : هو منصوب بجعلنا .

قال تعالى : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ( 52 ) ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ( 53 ) ) .

قوله تعالى : ( نجيا ) : هو حال . و ( هارون ) بدل و ( نبيا ) حال .

قال تعالى : ( ورفعناه مكانا عليا ( 57 ) ) .

قوله تعالى : ( مكانا عليا ) : ظرف .

قال تعالى : ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ( 58 ) فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ( 59 ) ) .

قوله تعالى : ( من ذرية آدم ) : هو بدل من " النبيين " ، بإعادة الجار .

و ( سجدا ) : حال مقدرة ; لأنهم غير سجود في حال خرورهم .

و ( بكيا ) : قد ذكر .

و ( غيا ) : أصله غوى ، فأدغمت الواو في الياء .

قال تعالى : ( جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا ( 61 ) ) .

قوله تعالى : ( جنات عدن ) : من كسر التاء أبدله من " الجنة " في الآية قبلها ، ومن رفع فهو خبر مبتدأ محذوف .

[ ص: 173 ] ( إنه ) : الهاء ضمير اسم الله تعالى ; ويجوز أن تكون ضمير الشأن ; فعلى الأول يجوز أن لا يكون في كان ضمير ، وأن يكون فيه ضمير . و " وعده " : بدل منه بدل الاشتمال .

و ( مأتيا ) : على بابه ; لأن ما تأتيه فهو يأتيك . وقيل : المراد بالوعد الجنة ; أي كان موعده مأتيا . وقيل : مفعول هنا بمعنى فاعل ، وقد ذكر مثله في سبحان .

قال تعالى : ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ( 64 ) ) .

قوله تعالى : ( وما نتنزل ) ; أي : وتقول الملائكة .

قال تعالى : ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ( 65 ) ) .

قوله تعالى : ( رب السماوات ) : خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ الخبر " فاعبدوه " على رأي الأخفش في جواز زيادة الفاء .

قال تعالى : ( ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا ( 66 ) ) .

قوله تعالى : ( أإذا ) : العامل فيها فعل دل عليه الكلام ; أي أأبعث إذا ; ولا يجوز أن يعمل فيها " أخرج " لأن ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها مثل إن .

قال تعالى : ( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ( 67 ) فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( 68 ) ) .

قوله تعالى : ( يذكر ) : بالتشديد ; أي يتذكر ، وبالتخفيف منه أيضا ، أو من الذكر باللسان .

( جثيا ) : قد ذكر في عتيا وبكيا . وأصله جثو ، مصدرا كان أو جمعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية