الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                        فرع

                                                                                                                                                                        السنة أن يكثر من التلبية في دوام الإحرام . وتستحب قائما ، وقاعدا ، وراكبا ، وماشيا ، وجنبا ، وحائضا . ويتأكد استحبابها في كل صعود ، وهبوط ، وحدوث أمر ، من ركوب أو نزول ، أو اجتماع رفاق ، أو فراغ من صلاة ، وعند إقبال الليل والنهار ، ووقت السحر . وتستحب التلبية في المسجد الحرام ، ومسجد الخيف بمنى ، ومسجد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - بعرفة فإنها مواضع نسك .

                                                                                                                                                                        وفي سائر المساجد قولان . الجديد : يلبي . والقديم : لا يلبي ، لئلا يشوش على المصلين والمتعبدين . ثم قال الجمهور : القولان في أصل التلبية ، فإن استحببناهما ، استحببنا رفع الصوت بها وإلا فلا . وجعلهما إمام الحرمين في استحباب رفع الصوت ، ثم قال : إن لم نستحب رفعه في سائر المساجد ، ففي الرفع في المساجد الثلاثة ، وجهان . وهل تستحب التلبية في طواف القدوم والسعي بعده ؟ قولان . الجديد : لا لأن لهما أذكارا . والقديم : يستحب . ولا يجهر بها ، ولا يلبي في طوافي الإفاضة والوداع بلا خلاف ، لخروج وقت التلبية . ويستحب للرجل رفع صوته بالتلبية ، بحيث لا يضر بنفسه ، ولا تجهر بها المرأة ، بل تقتصر على إسماع نفسها . قال الروياني : فإن رفعت صوتها ، لم يحرم ؛ لأنه ليس بعورة على الصحيح .

                                                                                                                                                                        قلت : لكن يكره نص عليه الدارمي . ويستحب أن يكون صوت الرجل في صلاته على النبي - صلى الله عليه وسلم - عقب التلبية دون صوته بها . - والله أعلم - .

                                                                                                                                                                        ويستحب للملبي ، أن لا يزيد على تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل يكررها ، [ ص: 74 ] وهي : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لك لا شريك لك . ويجوز كسر همزة - إن - وفتحها .

                                                                                                                                                                        قلت : الكسر أصح وأشهر . - والله أعلم - .

                                                                                                                                                                        فإن زاد على هذه التلبية ، لم يكره . ويستحب إذا رأى شيئا يعجبه ، أن يقول : لبيك إن العيش عيش الآخرة . ويستحب إذا فرغ من التلبية أن يصلي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يسأل الله تعالى رضوانه والجنة ويستعيذ به من النار ، ثم يدعو بما أحب ، ولا يتكلم في أثناء تلبيته بأمر أو نهي أو غيرهما لكن لو سلم عليه رد ، نص عليه .

                                                                                                                                                                        قلت : ويكره التسليم عليه في حال التلبية . - والله أعلم - .

                                                                                                                                                                        ومن لا يحسن التلبية بالعربية ، يلبي بلسانه .

                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية