الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال : ) ولو أرضع الصبيان من بهيمة لم يكن ذلك رضاعا ، وكان بمنزلة طعام أكلاه من إناء واحد ، ومحمد بن إسماعيل صاحب الأخبار رحمه الله تعالى يقول ، يثبت به حرمة الرضاع ، فإنه دخل بخارى في زمن الشيخ الإمام أبي حفص رحمه الله تعالى وجعل يفتي فقال له الشيخ : رحمه الله تعالى لا تفعل فلست هنالك ، فأبى أن يقبل نصحه حتى استفتي عن هذه المسألة ، إذا أرضع صبيان بلبن شاة [ ص: 140 ] فأفتى بثبوت الحرمة ، فاجتمعوا وأخرجوه من بخارى بسبب هذه الفتوى ، وهذا لأن ثبوت الحرمة بسبب الكرامة ، وذلك يختص بلبن الآدمية دون لبن الأنعام ، وشبهة الجزئية لا يثبت بين الآدمي والأنعام بشرب لبنها فكذلك لا تثبت بين الآدميين بشرب لبن بهيمة ، وهذا قياس حرمة المصاهرة التي تثبت بالوطء ، ولا تثبت بوطء البهائم فكذلك هنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية