الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              431 - وأخبرني أبو عمر عثمان بن عمر الدراج ، قال : حدثنا أبو بكر [ ص: 251 ] أحمد بن محمد بن هارون الخلال ، قال : كتب إلي أحمد بن الحسين الوراق من الموصل ، قال : حدثنا بكر بن محمد بن الحكم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، قال : سألته عما احتج به حين دخل على هؤلاء ، فقال : " احتجوا علي بهذه الآية : ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ، أي : أن القرآن محدث ، فاحتججت عليهم بهذه الآية : ص والقرآن ذي الذكر ، قلت : فهو سماه الذكر ، وقلت : ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ، فهذا يمكن أن يكون غير القرآن محدثا ، ولكن : ص والقرآن ذي الذكر ، فهو القرآن ، ليس هو محدثا ، قال : فبهذا احتججت عليهم [ ص: 252 ] .

              واحتجوا علي : ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا كذا أعظم من آية الكرسي ، قال : " فقلت له : إنه لم يجعل آية الكرسي مخلوقة ، إنما هذا مثل ضربه ، أي : هي أعظم من أن تخلق ، ولو كانت مخلوقة لكانت السماء أعظم منها ، أي : فليست بمخلوقة .

              قال : واحتجوا علي بقوله : الله خالق كل شيء .

              فقلت : ومن كل شيء خلقنا زوجين ، فخلق من القرآن زوجين : وأوتيت من كل شيء فأوتيت القرآن ؟ فأوتيت النبوة أوتيت كذا وكذا ؟ وقال الله تعالى : تدمر كل شيء ، فدمرت كل شيء ، إنما دمرت ما أراد الله من شيء ، قال : وقال لي ابن أبي دؤاد : أين تجد أن القرآن كلام الله ؟

              قلت : واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته فسكت .
              وقلت له : " بين يدي الرئيس " ، وجرى كلام بيني وبينه ، فقلت له : " اجتمعت أنا وأنت أنه كلام وقلت : إنه مخلوق ، فهاتوا الحجة من كتاب الله أو [ ص: 253 ] من السنة ، فما أنكر ابن أبي دؤاد ولا أصحابه أنه كلام .

              قال : وكانوا يكرهون أن يظهروا أنه ليس بكلام فيشنع عليهم " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية