الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4629 ) فصل : وإن قال : أوصيت لك بضعف نصيب ابني . فله مثلا نصيبه . وبهذا قال الشافعي . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : الضعف المثل . واستدل بقول الله تعالى : { يضاعف لها العذاب ضعفين } أي مثلين ، وقوله : { فآتت أكلها ضعفين } . أي مثلين ، وإذا كان الضعفان مثلين ، فالواحد مثل . [ ص: 76 ] ولنا ، أن الضعف مثلان ، بدليل قوله تعالى : { إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } . وقال : { فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا } . وقال : { وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون } . ويروى عن عمر ، أنه أضعف الزكاة على نصارى بني تغلب ، فكان يأخذ من المائتين عشرة . وقال لحذيفة وعثمان بن حنيف : لعلكما حملتما الأرض ما لا تطيق ؟ فقال عثمان : لو أضعفت عليها لاحتملت . قال الأزهري : الضعف المثل فما فوقه . وأما قوله : إن الضعفين المثلان . فقد روى ابن الأنباري ، عن هشام بن معاوية النحوي قال : العرب تتكلم بالضعف مثنى ، فتقول : إن أعطيتني درهما فلك ضعفاه . أي مثلاه . وإفراده لا بأس به إلا أن التثنية أحسن . يعني أن المفرد والمثنى في هذا بمعنى واحد ، وكلاهما يراد به المثلان ، وإذا استعملوه على هذا الوجه وجب اتباعهم فيه وإن خالف القياس . وقال أبو عبيدة معمر بن المثني : ضعف الشيء هو مثله ، وضعفاه هو مثلاه ، وثلاثة أضعافه أربعة أمثاله ، وعلى هذا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية