الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
( قول شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد المقدسي )

الذي اتفقت الطوائف على قبوله وتعظيمه وإمامته خلا جهمي أو معطل قال في كتاب إثبات صفة العلو : أما بعد : فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله خاتم [ ص: 191 ] الأنبياء عليه الصلاة والسلام وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طبائع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون إلى السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه في ضلالته ، وقال في عقيدته : ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لله أفرح بتوبة عبده ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( يعجب ربك ) إلى أن قال فهذا وما أشبه مما صح سنده وعدلت روايته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نعتقد فيه تشبيهه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين ( بل نؤمن بلفظه ونترك التعرض لمعناه قراءته تفسيره ) ومن ذلك قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى : ( أأمنتم من في السماء ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ربنا الله الذي في السماء وقوله للجارية : أين الله ؟ قالت : في السماء ؟ قال أعتقها إنها مؤمنة رواه مالك [ ص: 192 ] بن أنس وغيره من الأئمة ، وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا ، وذكر الحديث إلى أن قال : وفوق ذلك العرش ، والله تعالى فوق ذلك ، نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير رد ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل ولا نتعرض له بكيف . ولما سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل له يا أبا عبد الله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فقال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، ثم أمر بالرجل فأخرج .

التالي السابق


الخدمات العلمية